إيمانُ المُراهقين
في بعضِ الأَحيانِ تكونُ سنواتُ المُراهَقَةِ مِنْ أَكثَرِ فصولِ الحياةِ إيلامًا، بالنَّسبةِ للمُرَاهِقِ وبالنِّسبةِ لوالديهِ. كنتُ أَسعى وأنا في سنِّ المُراهَقَةِ للانفصالَ والابتعادَ عَنْ أُمْيِّ، رفضتُ بشكلٍ علَنيٍّ قِيَمَها وتَمَرَّدتُّ على قواعِدِها، وشككتُ في أهدافِها وظننتُ بأنَّ غَرَضَها هو جعلي بائسَةً. ورُغمَ أنَّنا تفاهمنا في هذهِ الأمورِ وتوافَقنا إلَّا أَنَّ ذلكَ الوقتَ كانَ مَليئًا بالتَّوَتُّرِ. بلَا شَكٍّ حَزِنَتْ والدتي لرفضي…
ما اسِمُكَ؟
قالَ أَحَّدُهم نحنُ نعيشُ في الحياةِ بثلاثةِ أسماءٍ: الاسمُ الَّذي أَطلَقَهُ علينا آباؤنا، والاسمُ الَّذي يُطلِقُهُ علينا الآخرون )سمعُتنا(، والاسمُ الَّذي نُطلِقُهُ نحنُ على أَنفُسِنا )شخصيَّتُنا(. الاسمُ الَّذي يُطلِقُهُ علينا الآخرون مُهِمٌّ لأَنَّ "اَلصِّيتَ أَفْضَلُ مِنَ الْغِنَى الْعَظِيمِ، )ومرغوبٌ أكثر( مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ" )الأمثال 22: 1(. وعلى الرَّغمِ مِنْ أَهمِّيَّة السُّمْعَةِ إلَّا أنَّ الشَّخصيَّةَأَهمُّ.
هناكَ اسمٍ آخر أَكثرُ أَهمِّيَّةٍ. قالَ…
كُلُّ ما تحتاجُهُ
جَلَستُ على طاولةِ غُرفَةِ الطَّعامِ، وحَدَّقتُ في الجمعِ السَّعيدِ مِن حولي. خالاتٌ وأخوالٌ وعَمَّاتٌ وأَعمَامٌ وأبناؤهم وأولادُالإِخوَةِ والأَخَوَاتِ يستمتعونَ بالطَّعامِ معًا في اجتماعٍ لَمَّ شَمْلَ عَائِلَتِنا. أنا أيضًا كُنتُ أستمتع بِكُلِّ شيءٍ. لكنَّ فِكْرَةً واحِدَةًآلمَتْ قلبي: أَنتِ المرأةُ الوحيدَةُ هُنا الَّتي ليستْ لديها أطفالٌ، ولا أُسرَةٌ تَخُصُّها.
العديدُ مِنَ النِّساءِ عازباتٌ مِثلي لَدَيهُنَّ تجاربٌ مُماثِلَةٌ. في ثقافتي الآسيويَّةِ الَّتي يُقَدَرُ…
تَعَلُّمٌ مُبْهِجٌ
تُوجَدُ مَدرَسَةٌ في مدينةِ ميسور بالهندِ، مُكَوَّنَةٌ مِن عربتي قِطَارٍ مُجَدَّدَتين ومُتَّصِلَتين ببعضِهما. تَعَاوَنَ المُعَلِّمونَ المَحلِّيونَمَعَ شَرِكَةِ خطوطِ السِّكَكِ الحَديديَّةِ الجَّنوبيَّةِ الغَربِيَّةِ لِشِرَاءِ وإِعَادَةِ تصميمِ عرباتِ القِطارِ المُهمَلَةِ. كانتْ الوحداتُ عبارَةًعَنْ صَناديقٍ معدنيَّةٍ كبيرَةٍ غيرِ صَالِحَةٍ للاستعمالِ حتَّى قَامَ العُمَّاُل بتركيبِ سَلَالِمٍ وَمَرَاوِحٍ وأَنوَارٍ ومَقَاعِدٍ ومَكَاتِبٍ، وبِطِلَاءِ الجُّدرَانِ وإِضافَةِ رسوماتٍ مُلَوَّنَةٍ في الدَّاخِلِ والخَارِجِ. والآنْ يَحضُرُ سِتُّونَ طالبٍ الدُّروسَ هُناكَ…
اختفاءُ إيخابود
في كتابِ "أسطورَةِ الأجوَفِ النَّاعِسِ" )أسطورةُ سليبي هولو( يَروي الكاتِبُ واشنطن إيرفينج عَن إيخابود كرين المُدَرِسِالَّذي يَسعى للزَّوَاجِ مِن امرأةٍ شَابَّةٍ جميلَةٍ تُدعى كاترينا. الشَّخصيَّةُ الرَّئيسيَّةُ في القِصَّةِ هو فَارِسٌ مَقطوعُ الرَّأسِ يَظهِرُوكأَنَّهُ شَبَحٌ في مُستَعمَرَةٍ رِيفيَّةٍ. وفي إِحدى الَّليالي قابلَ إيخابود الشَّبَحَ وهو على صهوَةِ حِصَانِه ففر مَرعوبًا مِنالمِنطقةِ. واضحٌ للقارئ بأنَّ الفارِسَ مقطوعَ الرَّأسِ هو في الوَاقِعِ شخصٌ…
غيرُ مَحدُودٍ
جلستُ في ساحَةِ المطَاعِمِ، بمركزِ التَّسوُّقِ، وكانَ جسدي مُتوتِّرًا ومَعِدَتي مشدُودَةً بسببِ اقترابِ الموعِدِ النَّهائِيِّ لتسليمِ العملِ. وبينما كنتُ أفتحُ غِلافَ شيطرَةِ البرجرِ وأتناوَلُ قِطعَةً مِنها، كانَ النَّاسُ يَمرُّونَ مِن حولي وهم قلقون ومتوترون بسببِ المَهامِ الَّتي عليهم القيامُ بِها.
كنتُ أُفَكِّرُ بكتابَةِ قائِمَةٍ جديِدَةٍ للمهامِ وتحديدِ الأَولويَّاتِ العاجِلَةِ. لكنْ كُلَّما كنتُ أُمسِكُ القلمَ كانتْ تَخطُرُ ببالي فِكْرَةٌ أُخرى: فِكْرَةٌ…
استرحْ جَيِّدًا
كانتْ السَّاعَةُ تُعلِنُ 1:55 صباحًا )بعدَ مُنتَصَفِ الَّليل(، وكانَ النُّومُ لا يزالُ يُجافيني بسببِ تثقُّلي بمحادثَةٍ نَصِّيَّةٍ في وقتٍمُتأَخِّرٍ مِنَ الَّليلِ. قُمتُ برفِعِ الغِطاءِ المَلفوفِ على جَسَدي كالكَفَنِ وذهبَتُ بِهُدُوءٍ وجَلَستُ على الأريكَةِ. بَحثتُ في جوجلعَمَّا يجبُ القيامُ بِهِ لأَتَمَكَّنَ مِنَ النَّومِ، لكِني وجدتُ بَدلًا مِن ذَلِكَ ما لا يَجِبُ فَعلُهُ: لا تنمْ في مُنتَصَفِ اليومِ ولا تَشربْكافين أو تمارسْ…
يَعْلَمُ اللهُ بأنَّنا نَشْعُرُ
وهي تَشْعُرُ بِثِقَلِ الأَمرِ، حَزنِتْ سيرا بسببِ صِراعِ ابنِها مع الإدِمانِ. قالتْ: "شَعَرتُ بالسُّوءِ، هل كانَ اللهُ يرى بأنَّه ليس لديَّ إيمانٌ لأنَّه لا يُمكِنُني التَّوقُّفُ عَنِ البُكاءِ؟"
قلتُ، "لا أَعْلَمُ ما يراهُ اللهُ، لكنَّني أَعْرِفُ بأَنَّهُ يستطيعُ التَّعامُلَ مع المشاعِرِ الحقيقيَّةِ. ليسَ الأَمْرُ كما لو أنَّهُ لا يَعْرِفُ بأَنَّنا نَشْعُرُ". صَلَّيتُ وبكيَتُ مع سيرا ونحنُ نتوسَّلُ مِنْ أَجلِ تحريرِ…
كُلُّ ما هو
في مساءِ كُلِّ جُمعَةٍ، تُختتمُ الأخبارُ المَحَلِّيَّةُ الَّتي تُشَاهِدُها أُسرتي بتسليطِ الضَّوءِ على قِصَّةٍ مُشَجِّعَة. وهي دَائِمًا مُنعِشَةٌ وكأنَّها نَسمَةٌ مِن هواءٍ نَقِيٍّ، على عكسِ باقي الأخبارِ. رَكَّزَتْ قِصَّةُ يَومِ الجُّمُعةِ مُؤخَّرًا على مُراسلَةٍ عانَتْ مِنْ مَرَضِ كوفيد 19، وتعافتْ مِنهُ تمامًا ثُمَّ قَرَّرتْ التَّبرُّعَ ببلازما دمِها لمساعَدَةِ الآخرين في صِراعِهم ضِدَّ الفَيروس. في ذلكَ الوقتِ، لم يَكُنْ الأَطبَّاءُ قادرين…
يَمْرَحُ في حُرِّيَّةٍ
تأثَّرَ جيم الَّذي يعتبرُ مِن ثالثِ جيلٍ مِن المزارعين، بِشِدَّةٍ عندما قرأَ "لَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا، فَتَخْرُجُونَ وَتَنْشَأُونَ كَعُجُولِ الصِّيرَةِ" ملاخي )4: 2(. فصلَّى لنوالِ الحياةِ الأبديَّةِ الَّتي يُقَدِّمُها يسوع. وفَهِمَ أخيرًا وعدَ اللهِ بِالحُرِّيَّةِ الحقيقيَّةِ وهو يتذكَّرُ بوضوحٍ قفزاتِ عُجُولِهِ الَّتي تُعبِّرُ عَنِ الفَرَحِ والإثارَةِ عندما تَخْرُجُ مِن حظائِرِها المحدودَةِ بسرعَةٍ كبيرَةٍ.
روتْ…